في مفاجأة صادمة لكل المتابعين، قلب الهولندي ماكس فيرستابن، سائق ريد بول، موازين عالم الفورمولا واحد في سباق مونزا الإيطالي، مُحطّماً كل التوقعات ومُسجّلاً أسرع سباق في تاريخ البطولة.
المثير أنّ إنجاز الهولندي جاء في موسم يُهَيمن فيه فريق مكلارين على المنافسة، ممّا جعل أداء فيرستابن أكثر دهشة وإرباكاً للفرق الأخرى.
لم يترك السائق الهولندي مجالاً للجدال، فقد أظهر للجميع أنّ التفوّق لا يُقاس فقط بالترتيب الحالي للبطولة، بل بالقدرة على قلب الموازين في أي لحظة.
في سباقٍ مثيرٍ على حلبة مونزا الشهيرة، أظهر السائق الهولندي أداءً استثنائياً، محققاً فوزاً مهيمناً في سباق جائزة إيطاليا الكبرى لعام 2025. انطلقت المنافسة من نقطة الانطلاق وعند خط الصدارة، ليُكمل فيرستابن السباق بزمن قياسي بلغ ساعة و13 دقيقة و23 ثانية، مُسجّلاً بذلك أسرع سباق في تاريخ الفورمولا 1، محطّماً الرقم القياسي السابق الذي سجّله الألماني مايكل شوماخر في عام 2003. هذا الأداء القوي أنهى سلسلة تفوّق مكلارين التي امتدّت لـ5 سباقات سابقة.
كان العامل الحاسم في فوز فيرستابن هو التوقف المثالي في الحفرة والاستراتيجية الخالية من المجازفات، بعكس ماكلارين التي أضاعت وقتاً ثميناً مع بياستري.
الأرقام تتحدّث
خلال السباق، حافظ فيرستابن على صدارته منذ اللفة الأولى وحتى النهاية، مُحققاً فوزاً بفارق 19.207 ثانية عن أقرب منافسيه، البريطاني لاندو نوريس، الذي حلّ في المركز الثاني. أما زميل الأخير في مكلارين، الأسترالي أوسكار بياستري، فقد أنهى السباق في المركز الثالث، ليُحقق الفريق البريطاني منصة تتويج مزدوجة مرّة جديدة هذا الموسم.
وعبّر فيرستابن عن سعادته بالفوز، مُشيراً إلى أنّ الأداء كان «أفضل من المتوقع»، وأنّ «ريد بول» أحرز تقدّماً ملحوظاً في فهم سلوك السيارة وتحسين توازنها.
مكلارين: مَن الطفل المدلّل
شهد السباق أيضاً جدلاً داخل فريق مكلارين، إذ أُمر أوسكار بياستري بترك المركز الثاني لزميله لاندو نوريس بعد توقفٍ غير مثالي في الـ Pit Stop. وعلى رغم من اعتراض بياستري عبر الراديو، إلّا أنّه امتثل للأوامر، ممّا أثار استياء بعض المشجّعين الذين عبّروا عن ذلك بهتافات الاستهجان ضدّ نوريس.
وعلى رغم من الجدل، اعتبر نوريس أنّ القرار كان «الأكثر عدلاً»، مُشيراً إلى أنّ الفريق يسعى إلى الحفاظ على التوازن بين السائقَين.
كما أكّد مكلارين في بيان، أنّ القرار قائم على مبادئ العدالة والتنسيق الداخلي وليس تفضيلاً.
لا حياة للأحصنة في بلدهم
في المقابل، لم تُحقق فيراري النتائج المرجوّة على أرضها، في مونزا، إذ حل شارل لوكلير (من موناكو) في المركز الرابع، بينما أنهى البريطاني لويس هاميلتون السباق في المركز السادس، بعد انطلاقه من المركز العاشر، لكنّه لم يرقَ إلى مستوى المنصة المرجوّة.
فعلى رغم من تحسن أداء هاميلتون مقارنةً بسباقات أخيرة، إلّا أنّ الفريق الإيطالي لم يتمكن من الصعود إلى منصة التتويج، ممّا يُعدّ خيبة أمل كبيرة أمام جماهيره المتحمّسة.
هل سيتمكّن ماكس من خطف اللقب؟
مع تبقي 8 سباقات على نهاية الموسم، يُظهر فريق ريد بول تحسناً ملحوظاً في أدائه، ممّا يُنذر بمنافسة قوية على المراكز الأولى في الجولات المقبلة.
من جهة أخرى، يواجه مكلارين تحدّيات داخلية قد تؤثر على تناغمه، بينما يسعى فيراري إلى استعادة بريقه والعودة إلى منصات التتويج، وما تبقّى من الفرق، لا شيء سوى تفاصيل.